شق الشفة وشق سقف الحلق من العيوب الخلقية التي تصيب منطقة الفم والوجه لدى الجنين عندما يحدث خلل في تكوين الشفة والفم في أثناء فترة الحمل.
دكتور علي حسن القطان
بكالوريوس طب وجراحة وأمراض نساء وولادة
كلية الجراحين الملكية في إيرلندا
شق الشفة وشق سقف الحلق من العيوب الخلقية التي تصيب منطقة الفم والوجه لدى الجنين عندما يحدث خلل في تكوين الشفة والفم في أثناء فترة الحمل.
تتكون الشفة لدى الجنين بين الأسبوع الرابع والسابع من الحمل. ففي أثناء تكوُّن الجنين في رحم أمه، تنمو خلايا وأنسجة منطقة الرأس من جانبي الرأس باتجاه منتصف الوجه وتلتحم معًا، ويلتقي الجانبان في المنتصف لتكوين الوجه. وتكوّن هذه الخلايا والأنسجة الحية صفات الوجه والتي تشمل الفم والشفة.
يحدث شق الشفة عندما لا تلتقي الأنسجة المكوِّنة للشفة بشكل كامل قبل الولادة، وينتج عن ذلك شق في الشفة العلوية، وقد يكون هذا الشق شقًّا طوليًا صغيرًا في الشفة أو شقًّا كبيرًا يمتد من الشفة إلى الأنف. وقد يحدث شق الشفة في جانب واحد من الشفة (أحادية) أو في الجانبين معًا (ثنائية الشق)، كما قد يحدث في منتصف الشفة ولكن تعتبر هذه الحالة نادرة جدًا. ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الذين يعانون من شق الشفة قد يعانون أيضًا من شق سقف الحلق.
يتكوَّن سقف الحلق بين الأسبوع السادس والأسبوع التاسع من الولادة، عندما تلتقي الخلايا والأنسجة المكوِّنة للحلق في المنتصف مكوِّنة سقف الحلق من الداخل.
وعندما لا تلتقي الخلايا والأنسجة المكونة للحلق في المنتصف بشكل كامل في فترة الحمل، يحدث شق سقف الحلق. وقد يحدث الشق في الجزء الأمامي والجزء الخلفي من الحلق في بعض الحالات، أو يحدث في جزء واحد من الحلق في بعض الحالات الأخرى.
الأطفال الذين يعانون من شق الشفة وشق سقف الحلق، أحدهما أو كليهما، قد يعانون أيضًا من مشاكل في الرضاعة والتغذية والتحدث وأيضًا من مشاكل الأسنان ومشاكل التهابات الأذن، مما يسبب مشاكل في السمع لديهم.
تشير الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن حوالي 1 من كل 1600 مولود يولد بشق الشفة وشق سقف الحلق، وحوالي 1 من كل 2800 مولود يولد بشق شفة دون شق سقف الحلق، وحوالي 1 من كل 1700 مولود يولد بشق سقف الحلق.
تحدث حالات شق الشفة وشق سقف الحلق نتيجة لاختلال الجينات والأمراض الوراثية، أو نتيجة للعوامل التي تتعرض لها الأم في أثناء فترة الحمل، أو كلتيهما؛ فقد وُجد أن هناك متلازمات وأمراضًا وراثية تؤدي إلى حدوث شق الشفة وشق سقف الحلق. وهناك العديد من العوامل التي تزيد نسبة حدوث شق الشفة وشق سقف الحلق، نذكر منها:
يتم تشخيص حالات شق الشفة وشق سقف الحلق بمعاينة وجه الطفل بعد الولادة دون الحاجة إلى الفحوصات التشخيصية. ولكن مع التقدم التكنولوجي في المجال الطبي، يتم تشخيص هذه الحالات في أثناء فترة الحمل وقبل مرحلة الولادة، وذلك عن طريق عمل السونار في أثناء فترة الحمل، حيث يمكن تشخيص شق الشفة باستخدام السونار من بداية الأسبوع الثالث عشر من الحمل. وإليكم الطريقة:
يستخدم جهاز السونار الموجات فوق الصوتية لتكوين صور عن الجنين وأجزائه في بطن الأم. وبمعاينة هذه الصور، يمكن للطبيب تحديد وجود شق الشفة أو شق سقف الحلق أو كليهما معًا، ولكن يعتبر تشخيص شق سقف الحلق صعبًا بهذه الطريقة إذا لم يكن مصاحبًا لشق الشفة الذي يكون أكثر وضوحًا في صور السونار.
في حالة وجود شق الشفة وشق سقف الحلق، يقوم الطبيب بسحب عينة من السائل المشيمي المحيط بالجنين ليتم تحليله وفحصه مخبريًا للتحقق من أن السبب في هذه العيوب الخلقية هو مرض وراثي، ولكن في معظم الحالات يكون سبب شق الشفة وشق سقف الحلق مجهولاً وغير معلوم.
يهدف علاج شق الشفة وشق سقف الحلق إلى تحسين قدرة الطفل على الأكل والتحدث والسماع بشكل جيد، والحصول على تعابير وجه طبيعية.
يتطلب علاج حالات شق الشفة وشق سقف الحلق فريقًا طبيًا متكاملاً من الأطباء والأخصائيين من مختلف التخصصات، مثل: جراحي الأنف والأذن والحنجرة، وجراحي التجميل، وأطباء الأنف والأذن والحنجرة، وأطباء الأطفال، وأطباء أسنان الأطفال، وأطباء تقويم الأسنان، والممرضين، وأخصائيي النطق والسمع، وأطباء الوراثة، والأخصائيين النفسيين.
يتمثل العلاج في إجراء عمليات جراحية لعلاج الشق وإصلاح منطقة الشفة وسقف الحلق، وتتبعها عمليات أخرى لتعديل مظهر الأنف والفم وتحسين الكلام، ومعالجة باقي المضاعفات المصاحبة لشق الشفة وشق سقف الحلق.
تجرى العمليات الجراحية للطفل بالترتيب التالي:
تتوفر طرق أخرى لمعالجة المضاعفات والمشاكل المصاحبة لشق الشفة وشق سقف الحلق، منها:
يمثل خبر وجود بعض العيوب الخلقية لدى الطفل أو الجنين خبرًا حزينًا وصادمًا للأبوين وللأسرة، وهذا شعور طبيعي في هذه الحالات، ولكن يجب على الوالدين التعامل مع هذا الموقف بما يساعد طفلهما ويدعمه ليتخطى هذه المرحلة، وبالفعل أصبح بالإمكان تخطيها والتمتع بحياة طبيعية سعيدة. وإليكم بعض النصائح:
يمكن للوالدين مساعدة طفلهما بطرق عديدة منها: