يلعب أخصائي اضطرابات النطق واللغة دورًا محوريًا في فحص، وتقييم، وتشخيص وعلاج مشاكل الكلام واللغة
د مرام الخالدي
أخصائي علاج نطق و مشاكل البلع
قسم اضطرابات التواصل
كلية العلوم الحياتية - جامعة الكويت
يمكن للأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق أن يعانوا من صعوبات في الكلام والتواصل بطرق مختلفة. هناك اختلافات في كيفية تطور الكلام واللغة لدي الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق. عادة لا تتضح هذه المشاكل في البداية حتى يبدأ الطفل في الكلام وتشكيل الكلام. سيحتاج معظم الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق إلى علاج النطق في مرحلة ما من حياتهم. يجب معالجة أي مشاكل يتم ملاحظتها في تطور كلام الطفل أو لغته في وقت مبكر، وبالتالي فإن الطفل المصاب بشفة مشقوقة و / أو شقوق في سقف الفم، سوف يخضع للعديد من التقييمات منذ الولادة وما بعدها وتبدأ مراقبة تطور الكلام والتواصل منذ الولادة، ولكن يبدأ تقييم الكلام واللغة في عمر حوالي 18-24 شهرًا، ويتم إجراء تقييم آخر عند حوالي 3 سنوات من عمر الطفل. سيوصى بالعلاج إذا رأى أخصائي أمراض النطق واللغة أنه ضروري.
يلعب أخصائي اضطرابات النطق واللغة دورًا محوريًا في فحص، وتقييم، وتشخيص وعلاج مشاكل الكلام واللغة، وكذلك مشاكل التغذية والبلع التي قد يعاني منها الأطفال المصابون بالشفة المشقوقة وشق سقف الحلق. يحتاج الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق إلى مراقبة مستمرة من أخصائي اضطرابات النطق واللغة، وإدارة جيدة للحالة المرضيّة؛ وذلك لأن الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق يؤثران على مخارج الحروف و في عملية البلع أيضاً. وفي بعض الأحيان، تتأثر الأذنان كذلك بشكل غير مباشر، مما يسبب مشاكل في السمع. من المهم أن يتم فحص السمع أيضًا للأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة و/أو شقوق في سقف الفم.
وتعتبر أول سنتين من عمر الطفل هما الأكثر أهمية من ناحية تطوُّر الكلام واللغة. لذلك يتطلب ان الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من الشفة المشقوقة و/أو شق في سقف الفم ، المراقبة المستمرة من قبل فريق من المختصين و يشمل ذلك أخصائي النطق واللغة. أما إذا كان الطفل يعاني من شق في الشفة فقط، فغالبًا ما يكون الكلام طبيعيًا أو قريبًا جدًا من النمط الطبيعي، ما لم يكن الطفل يعاني من فقدان في السمع لذلك، يجب على أخصائي اضطرابات النطق واللغة رؤية الطفل الذي يعاني من الشفة المشقوقة و/أو شق سقف الحلق في كثير من الأحيان خلال أول سنتين أو ثلاث سنوات من عمر الطفل، لمراقبة تطور الكلام والتغذية ومراقبة أي تغييرات.
تتضمن: الأدوار المهنية لأخصائي اضطرابات النطق واللغة الخدمات التعليمية والخدمات السريرية، مثل تشخيص مشاكل الكلام واللغة والبلع و التغذية التي قد يعاني منها الطفل المصاب بالشفة المشقوقة و/أو شق سقف الحلق، وتقييمها وتخطيط لعلاجها. ويعمل أخصائي اضطرابات النطق واللغة بصورة وثيقة ضمن فريق متكامل من متخصصي الرعاية الصحية الآخرين (فريق الشفاه المشقوقة/شق سقف الحلق ). ويعتبر هذا المنهج المتكامل للرعاية الصحية ضرورياً لكل طفل يعاني من الشفة المشقوقة و/أو شق سقف الحلق. سيعمل أخصائي اضطرابات النطق واللغة كذلك مع الوالدين ليكون الآباء "المعالجين في المنزل"، وسيتبعون ويشجعون الكلام الصحيح ويصححون الكلام الخاطئ لدي الطفل الذي قد يتسبب في المزيد من المشاكل للطفل مستقبلاً.
يبدأ العمل على كلام ولغة الطفل في وقت مبكر قبل إجراء العمليات الجراحية لتصحيح شقوق الشفة وسقف الفم، ويستمر علاج النطق واللغة مع تقدمهم في السن. الهدف من علاج النطق هو مساعدة الطفل علي اكتساب نوعية جيدة (واضحة)، ومفهومة في الكلام بحلول سن 5 أو 6 سنوات.
قد يتطور مستوى النُطق واللغة لدى الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة و/أو شق سقف الحلق بمعدل بطيء مقارنةً بالأطفال الآخرين. عادة ما يكون النطق لدى هؤلاء الأطفال غير طبيعي، وغير واضح، ولا يشبه النطق لدى غيرهم من الأطفال إلا بعد إجراء جراحة في سقف الحلق. كما توجد مشكلة معتادة أخرى هي التأخر في تطوير اللغة، وتحدث تلك المشكلة عادة لأن الآباء ومقدمي الرعاية قد لا يفهمون محاولات الطفل المبكرة لنطق الكلمات أو التواصل، ومن ثم لن يتمكنوا من تقديم الدعم الكافي للطفل أثناء محاولاته للتواصل من أجل مساعدته في عملية التطوُّر التي يمر بها. يبدأ نُطق الطفل الذي يعاني من شق سقف الحلق في التحسن والتعافي بعد إجراء جراحة إصلاح سقف الحلق. يستغرق الطفل حوالي 5 أعوام ليتمكن من "الإلحاق" بمستوى تطور النُطق لدى الأطفال من الفئة العمرية نفسها.
لذلك، يعتبر علاج النُطق ضرورياً خلال تلك الفترة لدعم عملية إلحاق الطفل بالأطفال الآخرين والوصول بمستوى النطق لدى الطفل إلى أفضل مستوى ممكن. وقد يحتاج بعض الأطفال إلى إجراء جراحة أخرى أو إلى جهاز مساعد على الكلام وعلاج للنُطق خلال تلك الفترة.
نتيجة لذلك، يعتبر التقييم المستمر من أخصائي اضطرابات النطق واللغة الذي يتمتع بخبرة في العناية بالشفة المشقوقة وشق سقف الحلق، أمرًا ضروريًا.
يتم إجراء تقييم النطق واللغة والتغذية بواسطة أخصائي أمراض النطق واللغة و مشاكل البلع. هذا للمساعدة في تشخيص الكلام واللغة والرنين (تكوين أصوت الكلام) و/أو مشاكل الصوت بالإضافة إلى أي صعوبات في التغذية عند الولادة. يساعد تقييم النطق أيضًا على فهم نوع مشكلة الكلام و/أو اللغة التي قد يعاني منها الطفل، ومعرفة شدتها، وأسبابها. والأهم من ذلك، سيساعد في معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى علاج النطق ومتى.
يبدأ علاج النطق في أي وقت من عمر 20 شهرًا إلى عامين أو حتى بعد ذلك. و يعتمد ذلك على وضوح كلام الطفل أو إذا كان كلامه أنفيًا(غير واضح) أو إذا كان هناك تأخر في مهارات اللغة.
يعد التدخل المبكر مهمًا جدًا في التطور الصحيح للكلام واللغة عند الأطفال الذين يعانون من شق الشفة و/أو سقف الفم. يمكن أن يعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل في اللغة وصعوبات في إنتاج بعض أصوات الكلام مما يجعل كلامهم غير واضح وصعب الفهم. لذلك، علاج النطق يركز على مهارات التخاطب واللغة قبل الجراحة وبعدها. يساعد هذا في منع المزيد من المشكلات المتعلقة بالكلام و/أو تأخر اللغة التي قد تحدث لاحقًا في حياة الطفل.
قد تكون صعوبات النطق واللغة كما يلي:
يمكن تحديد مشاكل النطق و اللغة قبل أن يبدأ الطفل في الكلام ؛ لذلك ، لمنع تطور مشاكل الكلام واللغة في المستقبل والمساعدة على التطور الطبيعي ، يجب أن يرى أخصائيو النطق واللغة الطفل في مرحلة مبكرة.
يمكن للوالدين المساعدة في عملية التدخل المبكر من خلال المشاركة في وقت مبكر في علاج النطق لأطفالهم. يمكن أن يكون ذلك في:
إذا كانت لديك أي أسئلة أخرى، فتواصل بأخصائي علاج النطق واللغة.
ابحث عن أخصائي علاج النطق واللغة بالقرب منك: