قد يحتاج الكثير من المرضى الذين يعانون من اختلاف في حجم الفكين وعدم إطباقهما بصورة صحيحة إلى عملية جراحية تسمح للجراح تقويم الفكين بالشكل المناسب وإعادة مكان الفكين والأسنان إلى الوضع الصحيح.
دكتور محمد كمال
دكتوراه في طب الأسنان
دكتوراه في الطب البشري، ودكتوراه في الفلسفة
أستاذ مساعد في جراحة الوجه والفكين
قسم العلوم الجراحية
جامعة الكويت
يشكل وجود عظام الوجه في أماكنها الصحيحة القاعدة الأساسية للحركة الوظيفية المتزنة للوجه والعلاقة بين الفكين. حيث إن العديد من مشاكل الوجه وعدم تطابق الفكين تحدث بسبب عدم تناغم نمو الفكين خلال مرحلة النمو وتشوهات الوجه الخلقية. مشكلات سوء إطباق الأسنان التي تنتج عن تنافر العظام قد تؤدي إلى عدم التوازن بين عظام الوجه والفكين، مما يؤدي إلى سلسلة من الأضرار في الشكل الجمالي للوجه والوظائف المرتبطة بالفكين. ولا تقتصر الآثار الناتجة عن عدم تناسق الفكين والجمجمة على تلك التشوهات الجمالية وحدها، ولكنها تمتد إلى أبعد من ذلك لتؤثر بشكل مباشر في جودة حياة المريض وقدرته على السمع والتحدث والبلع والمضغ والتنفس وتوقف التنفس في أثناء النوم،.
قد يحتاج الكثير من المرضى الذين يعانون من اختلاف في حجم الفكين وعدم إطباقهما بصورة صحيحة إلى عملية جراحية تسمح للجراح تقويم الفكين بالشكل المناسب وإعادة مكان الفكين والأسنان إلى الوضع الصحيح. يتطلب ذلك خبرة كبيرة في مجال الجراحة وطب الأسنان للتمكن من إعادة بناء الوجه بالشكل الملائم وإصلاح الأسنان.
جراحة التقويم هي عملية جراحية تصحيحية اختيارية لتوسيع العظام أو تقصيرها أو إطالتها في أي اتجاه، سواء في الفك العلوي أو السفلي، لإصلاح التشوهات وعدم المواءمة و التطابق في الهيكل العظمي للفكين. وقد يبدو الخلل الأساسي واضحًا عند الولادة، أو ربما يظهر مع نمو الشخص وتطوره. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من شق الشفة وشق سقف الحلق، يظهر هذا الخلل بشكل كبير، مما يؤدي إلى عدم التوازن بين الفكين ومظهر خارجي بشكل غير مقبول لدى الكثير من الاشخاص.
جراحة الفكين التقويمية هي عملية جراحية تصحيحية يتم إجراؤها مع القيام في الوقت نفسه بإجراء علاج تقويمي لتحسين مظهر المرضى الذين يعانون من تشوهات الوجه الفكين ونقص أو خلل في وظائفهم الحيوية. وقد يتضمن العلاج إجراء جراحة للفك العلوي أو الفك السفلي أو الذقن أو كل تلك العظام في نفس العملية.
يصبح إجراء جراحة جراحة الفكين التقويمية أمرًا ضروريًا من الناحية الطبية عند وجود تشوه كبير في الوجه وإعاقة في الوظائف الحيوية (مشكلات تؤدي إلى صعوبة الكلام أو التنفس أو المضغ أو البلع أو تحُد من القدرة على القيام بذلك)، أو في حالة المرضى الذين يعانون من سوء إطباق الفكين أو من تشوه واضح في الوجه.
يخضع المرضى عادة لفترة من العلاج التقويمي التصحيحي لوضع الأسنان في أماكنها الصحيحة لتأهيل الفكين للعملية الجراحية، ويتم ذلك أولاً وقبل موعد عملية التصحيح الجراحي بعده شهور. وبمجرد إجراء العلاج التقويمي الضروري، يقوم طبيب تقويم الأسنان بإحالة المريض إلى جرّاح متخصص في منطقة الوجه والفكين للتخطيط لإجراء عملية جراحية لإعادة تطابق الفكين. ويستلزم ذلك إعداد تخطيط جراحي تفصيلي لتحضير المريض للجراحة وباستخدام وسائل تشخيصية حديثة وتكنولوجيا التخطيط الإفتراضي للحصول على أفضل النتائج الجمالية و الوظيفية في إعادة تناسق عظام الوجه والفكين. ويتم إجراء العملية الجراحية تحت التخدير العام في المستشفى، ويحتاج المريض إلى الدخول إلى جناح المستشفى في اليوم السابق للعملية والبقاء في المستشفى لمدة يومين.
غالبًا ما يتم إجراء جراحة التقويم داخل الفم، ومن ثم ستكون الندبات الوحيدة مجرد خطوط دقيقة بيضاء وغير مرئية على طول خط اللثة.
غالبًا ما يشعر المرضى بعد إجراء الجراحة مباشرة بالتورم ويستمر ذلك لفترة من الزمن، وغالبًا ما يكون الألم الذي يشعرون به خفيفًا ويتم التحكم فيه عن طريق تناول مسكنات الألم الخفيفة. ويتحسن التورم بمرور الوقت حتى تظهر النتائج النهائية بعد أسابيع قليلة من الجراحة. وعادة ما يكون المرضى قادرين على فتح أفواههم، ولكن يجب عليهم اتباع نظام غذائي مكوّن من السوائل والغذاء المهروس خلال الأيام الأولى. بدءًا من اليوم التالي، يتم استخدام بعض السيورالمرنة وتركيبها بلطف على تقويم الأسنان الموجودة على الأسنان العلوية والسفلية، لإعادة الأسنان إلى موضعها. وفي الأيام القليلة الأولى، سيكون وجهك متورمًا وقد تعاني من بعض الكدمات، خاصةً تحت ذقنك وأحيانًا على الرقبة، سرعان ما تتلاشى في الأيام اللاحقة. وسوف تغادر الفراش خلال يوم أو يومين وتعود إلى روتين حياتك الطبيعي خلال شهر واحد.