إن ولادة طفل مصاب بالشقوق أمر ليس بالسهل، ولكن -ولله الحمد- يمكن تصحيح الشق بنسبة نجاح عالية
د. هشام بورزق استشاري جراحة تجميل وحروق وجراحة تجميل الأطفال البورد والزمالة الكندية في جراحة التجميل والحروق
تحدث تلك الفتحة عند عدم اندماج الأنسجة في وجه الجنين بالكامل. وهي أكثر العيوب الخلقية شيوعًا، وقد يرتبط حدوثها بالعديد من الحالات مثل شق الشفة أو المتلازمات الجينية الموروثة، وقد لا يرتبط بها.
إن ولادة طفل مصاب بالشقوق أمر ليس بالسهل ، ولكن -ولله الحمد- يمكن تصحيح الشق بنسبة نجاح عالية. فبإمكان معظم الأطفال إجراء سلسلة من العمليات الجراحية لاستعادة الوظيفة الطبيعية لسقف الحلق.
الأعراض
عادة، يتم تشخيص الحالة على الفور عند الولادة. قد تظهر الشفة المشقوقة وسقف الحلق المشقوق على النحو التالي:
إما انقسام واضح في سقف الحلق (مع أو دون شق الشفة)، وهو ما يسهل تشخيصه من قبل استشاري الأطفال الخدج عند الولادة.
أو انقسام فقط في عضلات سقف الحلق، وهو ما يتم اكتشافه لاحقًا بعد ظهور العلامات الخاصة به والتي تشمل:
صعوبة الرضاعة.
صعوبة في البلع، مع احتمال خروج السوائل أو الأطعمة من الأنف.
التحدث من الأنف (خنة بالصوت) بعد ٢-٣ سنوات.
التهابات الأذن المزمنة والمتكررة.
المضاعفات:
يواجه الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة مع أو دون سقف الحلق المشقوق مجموعة متنوعة من التحديات، اعتمادًا على نوع الشق وشدته.
صعوبة التغذية: التغذية واحدة من أول المشاكل بعد الولادة. وفي حين أن معظم الأطفال الذين لديهم شفة مشقوقة يمكن أن يرضعوا من الثدي، فإن سقف الحلق المشقوق قد يجعل الرضاعة صعبة.
التهابات الأذن وفقدان السمع: الأطفال المصابون بسقف الحلق المشقوق معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بسائل الأذن الوسطى وفقدان السمع، خاصة إذا تأخر إجراء العملية بعد بلوغ سنة.
مشاكل الأسنان: إذا امتد الشق عبر اللثة العلوية، فقد يتأثر نمو الأسنان.
صعوبات الكلام: نظرًا لأن سقف الحلق يساهم في تشكيل الأصوات، قد يتأثر تطور الكلام الطبيعي وقد يخرج الكلام من الأنف بوضوح (خنة بالصوت).
تحديات التأقلم مع الحالة الطبية: قد يواجه الأطفال الذين يعانون من الشقوق مشاكل اجتماعية وعاطفية وسلوكية بسبب الاختلافات في المظهر وضغط العناية الطبية المكثفة.
قبل الذهاب إلى المستشفى:
يجب زيارة طبيب التخدير قبل العملية بأسبوع للتأكد من جاهزية الطفل للتخدير العام.
يمكث الطفل عادة يومين في المستشفى، وفي بعض الحالات قد يقضي أول ليلة في العناية الخاصة بسبب مكان العملية وعلاقته بالتنفس.
يجب الامتناع عن الأكل لمدة ٨ ساعات قبل العملية.
أثناء العملية:
يستغرق إجراء العملية ساعة ونصف تقريبًا تحت التخدير العام.
يتم إعطاء الطفل مسكنات للألم.
يجب اتباع التعليمات التالية بشأن تناول الطفل للطعام بعد العملية:
يبدأ الطفل أول مرتين بالماء والجلوكوز (السكر).
لمدة يومين، يتناول الطفل سوائل خفيفة (ما يتخلله الضوء) مثل عصير التفاح والعنب بالإضافة إلى الحليب.
بعد ذلك يُسمح للطفل بتناول أي نوع من السوائل.
بدءًا من اليوم الرابع بعد العملية، يتناول الطفل الأكل الناعم ولا يتناول أي شيء صلب لمدة شهر بعد العملية.
بعد العملية:
في أول يومين، يجب أن ينام الطفل على البطن أو على الجانب للتخلص من أي إفرازات أو دم بعد الجراحة.
من اليوم الثاني بعد العملية ولمدة ٢٤-٤٨ ساعة، يجب رفع رأس الطفل باستخدام وسادة لتخفيف الورم الناتج عن العملية.
من المتوقع خروج دم من الفم والأنف في أول يومين بعد العملية، وهو أمر غير مقلق.
قد يبدأ الطفل بالشخير ولمدة طويلة.
تكوّن فتحات إضافية في سقف الحلق بعد العملية أمر متوقع بعد العملية بسبب تحريك الأنسجة ويتوقع التئامها تلقائياً وبشكل كامل خلال فترة 3 أسابيع.
بعد إجراء العملية، إذا كان الطفل :
يمتنع عن الأكل والشرب
يعاني من ارتفاع في الحرارة
لديه نزيف حاد من الفم
لديه رائحة فم كريهة بوضوح
يجب على الفور الذهاب بالطفل إلى المستشفى للفحص.
المضاعفات المحتملة للعملية:
على الرغم من أن نسبة نجاح العملية مرتفعة وتصل إلى 80-90%، فكغيرها من العمليات الجراحية قد تنتج عنها مضاعفات نادرة الحدوث منها:
الحاجة إلى دخول العناية المركزة: قد يحدث ذلك بسبب تورم البلعوم واللسان بعد العملية. ويمكث الطفل في العناية المركزة لمدة يوم واحد.
تأخر التئام الجرح: قد يحدث ذلك بسبب تواجد البكتريا داخل الفم. وقد ينتج عن ذلك حدوث فتحة في سقف الحلق تحتاج إلى عملية جراحة أخرى تجرى بعد مرور ٦-١٢ شهرًا من العملية الأولى.
حدوث نزيف أثناء العملية الجراحة أو بعدها: لا تتعدى نسبة حدوث النزيف 0.5% لكن يجب اتخاذ الحرص اللازم بتجهيز دم للطفل قبل العملية.
الحاجة لعملية أخرى بعمر ٥-٨ سنوات لعلاج الخنة بالصوت: يحتاج إليها حوالي ٣٠٪ من الأطفال في حال عدم استجابتهم لعلاج أخصائي النطق والسمع.
مضاعفات عامة: عادة ما ترجع إلى التخدير العام وهي نادرة جدًا.