بعد أن يصل طفلك إلى سن البلوغ، وبمجرد تحديد أن التفاوت في عظام الفك العلوي والفك السفلي كبير للغاية ولا يمكن حل تلك المشكلة باستخدام تقويم الأسنان وحده، سوف يتطلب الأمر مشاركة جراح الفم والوجه والفكين لإجراء جراحة تصحيح للفكين.
د. فوزي القطامي
الدبلوم الأمريكي في تقويم الأسنان
وزارة الصحة - الكويت
بعد أن يصل طفلك إلى سن البلوغ، وبمجرد تحديد أن التفاوت في عظام الفك العلوي والفك السفلي كبير للغاية ولا يمكن حل تلك المشكلة باستخدام تقويم الأسنان وحده، سوف يتطلب الأمر مشاركة جراح الفم والوجه والفكين لإجراء جراحة تصحيح للفكين.
يُشار إلى هذا الإجراء باسم تقويم الأسنان الجراحي، ويحتاج إلى عمل اثنين من الأخصائيين معًا لحل تلك المشكلة المعقدة. قبل كل شيء، فإن العمر المناسب لبدء تقويم الأسنان الجراحي هو العمر الذي يكتمل فيه نمو الهيكل العظمي او عندما يقترب المريض من نضج الهيكل العظمي. ويختلف ذلك بالطبع من مريض إلى آخر. ووفقًا للمعدلات الطبيعية، يكتمل نمو الهيكل العظمي لدى الإناث قبل الذكور، وغالبًا ما يحدث ذلك في عمر 18 عامًا تقريبًا.
وهناك ثلاث طرق يمكننا من خلالها أن نتحقق من اكتمال النمو وهي:
إذا لم يزدد طول المريض خلال مدة 6 أشهر، يُعتبر ذلك مؤشرًا على أن النمو قد اكتمل. وبالرغم من ذلك، لا تُعد تلك الحقيقة كافية لنستخلص منها أن النمو قد انتهى. لكن المعيار الهام هو القيام مرتين بإجراء الأشعة السينية للرأس، على أن تكون الفترة بينهما من 6 أشهر إلى عام واحد، مع وضعهما فوق بعضهما البعض لرؤية التغيرات في بناء عظام الوجه. فإذا لم تظهر أي تغيرات في وضع الفكين العلوي والسفلي، يمكن اعتبار ذلك مؤشرًا ثانيًا على أن النمو قد اكتمل. ولكن، يعتبر هذا مجرد جزء من اللغز، ويجب أن نكون متأكدين تمامًا من أن النمو قد اكتمل قبل بدء العلاج أو التفكير في إجراء جراحة. أما العامل الأخير الذي يجب مراعاته عند تقييم النمو، فهو انغلاق شرائح النمو بالغضاريف في اليد. ويمكننا تقييم ذلك عن طريق إجراء أشعة سينية بسيطة للمعصم واليد للتحقق من انغلاق شرائح النمو بالغضاريف، ومن أن النمو قد توقف. وكأخصائيين في تقويم الأسنان، يتمثل دورنا في التحقق من أن جميع العوامل الثلاثة قد تمت تلبيتها وتحقيقها. ومع ذلك، هناك احتمال ضئيل باستمرار النمو حتى بعد التحقق من الطول وفحص البنية الجانبية للرأس، والأشعة السينية للمعصم واليد. لذا يجب أن نكون حريصين على التأكد من جميع هذه العوامل.
عندما نصبح مستعدين لبدء العلاج بتقويم الأسنان عن طريق الجراحة، تنقسم العملية إلى ثلاث مراحل:
تبدأ مرحلة تقويم الأسنان قبل الجراحة، بتحضير الأسنان للجراحة. ويتمثل الغرض من هذا العلاج في وضع جميع الأسنان في مكانها الصحيح في كل فك بشكل منفصل. ومن ثم يقوم الجراح بتصحيح وضع الفك من خلال الجراحة. وقد تستمر هذه المرحلة من 6 إلى 24 شهرًا، حسب شدة الحالة. وتتم زيارة أخصائي تقويم الأسنان عدة مرات، حيث يقوم بوضع جهاز تقويم الأسنان؛ ويتم تغييره حسب الحاجة بصورة منتظمة. ومع اقترابنا من نهاية المرحلة الأولى، وهي مرحلة "تقويم الأسنان قبل الجراحة"، سوف نحتاج إلى أخذ طبعات "قوالب" للأسنان للتأكد من أنها جاهزة للمرحلة التالية، وهي مرحلة الجراحة. وفي تلك المرحلة، إذا كان لدى المريض أضراس الطواحن الثالثة (أضراس العقل)، يجب خلعها قبل 6 أشهر من الجراحة، لنتأكد من أننا أعطينا الجسم الوقت الكافي لالتئام العظام وشفائها حول مناطق الأسنان المخلوعة؛ حتى لا تصبح نقاط الضعف في أثناء الجراحة. ويتم وضع دعامات صغيرة فوق سلك التقويم قبل الجراحة بشهر واحد.
أما المرحلة الثانية، فهي الجراحة نفسها، فبمجرد أن يصبح المريض جاهزًا لإجراء الجراحة، تتم إحالته إلى جراح الفم والوجه والفكين ليقوم بإجراء التقييم النهائي لإجراء الجراحة. ويحتاج أخصائي تقويم الأسنان إلى التواصل مع الجراح بشكل مباشر لمناقشة تفاصيل الخطة الجراحية، بحيث نتمكن من تحقيق أفضل النتائج الممكنة. وسوف يقرر أخصائي تقويم الأسنان والجراح معًا ما إذا كان التدخل الجراحي مطلوبًا في فك واحد أم في كلا الفكين، وسيناقشان معًا كذلك مقدار الحركة واتجاه حركة العظام. ويمكنك العثور على مزيد من التفاصيل عن طبيعة الجراحة وما ينبغي أن تتوقعه والتعليمات المحددة إذا قمت بزيارة صفحة الجراحة. وفي هذا الصدد، يجب أن تتذكر أن طفلك سيدخل غرفة العمليات وهو يضع تقويم الأسنان؛ ولن تتم إزالتها قبل الجراحة.
أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة ”تقويم الأسنان بعد الجراحة“ وتعتبر المرحلة الأخيرة وتستمر في المتوسط لمدة 4-6 أشهر، إذا كان التحضير قد تم بشكل جيد. وخلال هذه المرحلة، سوف نتابع الشفاء بعد العملية ونعمل على توجيه إطباق الفكين باستخدام السيور المطاطية للحصول على أفضل النتائج الممكنة. ويقوم أخصائي تقويم الأسنان بإجراء اللمسات النهائية على إطباق (إنغلاق) الفكين، والتي قد تتضمن تغييرأسلاك تقويم الأسنان حسب الحاجة. وفي نهاية هذه المرحلة، تتم مناقشة بروتوكول التثبيت الأسنان مع المريض للتأكد من المحافظة على النتيجة التي حققناها.